مسجد الأمير الماس الحاجب بشارع الحلمية . مصر

9:33 م Unknown 0 تعليقات

ناه الأمير سيف الدين أُلماس الحاجب أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون ، وكان 
مملوكاً للسلطان الناصر محمد، ثم ترقى إلى أن صار من الامراء الكبار، وأصبح في 
منزلة نائب السلطان يعمل في خدمته الأمراء والحجاب إلى أن غضب عليه السلطان 
وأمر بالقبض عليه وسجنه ثم قتله في سنة 734هـ (1334م) وذلك لسوء تصرفه 
أثناء غياب السلطان في الاراضي الحجازية للحج. حيث كان يراسل الأمير جمال 
الدين 
أقوش نائب الكرك والذى تمرد على السلطان، فأمر السلطان بالقبض على ألماس 
الحاجب وألقى به فى السجن حيث تم خنقه بعد ثلاثة أيام وكان ذلك فى صفر عام 
734ه/1334م، وحمل من القلعة فدفن فى مسجده هذا، وكان لألماس دار تقع بجوار 
المسجد، وقد أفاض المقريزى فى وصف ما كان له من أموال وكنوز استولى عليها 
السلطان ومنها 600 ألف درهم فضة، و100 ألف درهم نحاس، و4000 دينار ذهب 
والكثير من الجواهر والتحف، كما أمر السلطان بنزع الرخام من جدران وأرضيات 
داره مما يدل على فخامة هذا الرخام الذى أمر السلطان بنقله للقلعة.
أما عن تاريخ إنشاء المسجد فتثبت النصوص التأسيسية العديدة بالمسجد ومنها النص 
بالواجهة الرئيسية أنه تم البدء فى بناء المسجد عام 729هـ/ 1329م، وتم الانتهاء 
من تشييده عام 730هـ/1330م.

للمسجد واجهتان إحداهما هى الواجهة الشمالية الغربية وهى الواجهة الرئيسية 

للمسجد وبها المدخل الرئيسى، ويعلوه المئذنة كما أنه يوجد بها واجهة القبة 

الضريحية الملحقة بالمسجد، أما الواجهة الثانية فهى الواجهة الشمالية الشرقية، 

وهى واجهة بسيطة بها مدخل ثانى يوصل لداخل المسجد .
- الواجهة الرئيسية

هى الواجهة الشمالية الغربية ، ويبلغ طول تلك الواجهة 40,24م ويتوسطها المدخل 

الرئيسى، ويزين تلك الواجهة على يمين ويسار المدخل حنيتان ذواتى صدر مقرنص 

بواقع حنية فى كل جانب، وبداخل كل حنية من أسفل نافذة مستطيلة مغشاة بمصبعات 

نحاسية يعلوها نافذة بشكل قندلية تتكون من نافذتين مستطيلتين متوجتين بعقد حدوة 

فرس، يعلوها قمرية مستديرة، ويغشى تلك القندليات أحجبة من الخشب المفرغ بهيئة 

زخارف نباتية غاية فى الدقة، ويعلو تلك القندليات كتابات من عبارات دعائية، نص 

أحدها: «اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيننا وبين الصدق والإخلاص 

والخشوع والهيبة والنور واليقين والمعرفة والحفظ والعصمة والنشاط والقوة والفهم 

والبيان فى القرآن وأدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق وأجعل لنا من لدنك 

سلطانا نصيرا» ويتوج كل حنية ثلاث حطات من المقرنصات.




أما المدخل الرئيسى فعبارة عن حجر عميق يغطيه سقيفة من مقرنصات ذات دلايات، 
وفتحة الباب عبارة عن فتحة مستطيلة يعلوها عتب من صنجات مزررة، يعلوه عقد 
عاتق من صنجات مزررة كذلك، ويعلو العقد العاتق نافذة توأمية متوجة بعقدى حدوة 
فرس يغشيها أحجبة من الخشب المفرغ بهيئة زخارف نباتية غاية فى الدقة، ويعلو 
تلك النافذة كتابات تأسيسية، ويغلق على الباب مصراعى باب من الخشب المصفح 

بالنحاس وتزدان الصفائح النحاسية بشكل أطباق نجمية وأجزائها وبداخلها زخارف 

نباتية غاية فى الإتقان، ويزين المصراع من أعلى شريط كتابى، ويزينه من أسفل 


كتابات تظهر تاريخ السنة التى قامت فيها لجنة حفظ الآثار بترميم الباب ونص تلك 

الكتابات: «جدد هذا الباب فى عصر الخديو عباس حلمى الثانى سنة ثلاثين وثلثمائة 

وألف هجرية 1911م».



- الواجهة الفرعية «الشمالية الشرقية»


يبلغ طول تلك الواجهة 20,5م وهى واجهة غير مستقيمة لتساير خط تنظيم الطريق، 

وبهذه الواجهة باب ثانى عبارة عن فتحة مستطيلة يعلوها عتب مستقيم مزرر، فوقه 

عتب آخر بسيط، ثم عقد عاتق، ويعلو الباب شباك مستطيل مغشى بمصبعات نحاسية 

ويوجد لليسار منه شباك آخر بنفس الشكل.


- المسجد من الداخل

يتكون المسجد من الداخل من صحن أوسط مكشوف ذو مساحة مستطيلة إذ تبلغ 

أبعاده نحو 61,16*26,11م، ويحيط بالصحن أربعة أروقة تتكون من مجموعة من 


العقود المدببة المحمولة على أعمدة من الرخام عدا عقود الأركان الأربعة من الصحن 
إذ يحمل عقودها أعمدة من الجرانيت، ويذكر المقريزى أن الرخام المستخدم فى 

المسجد جلب من بلاد الشام وجزر البحر المتوسط وبلاد الروم.

- رواق القبلة: ويعد الرواق الجنوبى الشرقى وهو رواق القبلة هو أكبر أروقة 

المسجد وأهمها ويتكون من بلاطتين تسير عقودهما بشكل مواز لجدار المحراب، 

ويشرف على الصحن ببائكة من خمسة عقود، ويحيط بعقود ذلك الرواق وكذا عقود 

بقية الأروقة إطار رفيع من زخارف نباتية دقيقة محفورة فى الحجر، وقد فتحت فى 

كوشات عقود المسجد جميعها كذلك نوافذ وضعت فى دخلات متوجة بعقود منكسرة، 

ويحيط بتلك الفتحات كذلك زخارف نباتية دقيقة محفورة فى الحجر. المحراب مكسو 

بالرخام تعلوه زخارف جصية الى جانب منبر خشب يرجع الى العصر العثماني.



الجامع كائن خارج باب زويلة بشارع الحلمية من ناحية شارع محمد علي قسم الدرب الاحمر ، ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة


0 التعليقات :

بحث هذه المدونة الإلكترونية